ما بين الفكرة والدولة القومية

«إسرائيل» ما بين الفكرة والدولة القومية الحلقة الثالثة والسبعون جزء 1

  • «إسرائيل» ما بين الفكرة والدولة القومية الحلقة الثالثة والسبعون جزء 1

اخرى قبل 5 سنة

«إسرائيل» ما بين الفكرة والدولة القومية الحلقة الثالثة والسبعون جزء 1

عبدا لحميد الهمشري

الفترة الثالثة

 في هذه الحلقة سنتناول ما جرى في الفترة الثالثة من المرحلة الثانية الممتدة خلال الأعوام (1937م – 1948م) كونها تمثل الحقبة الأخيرة من بناء المستوطنات داخل فلسطين في ظل الانتداب، التي استمر وجودها داخل إطارها الجغرافي طوال الفترات السابقة ككيان جغرافي يحمل اسم فلسطين، وكانت جميع عمليات الاستيطان وبناء المستوطنات والتوطن اليهودي مجرد فرض أمر واقع من جانب اليهود والجماعات اليهودية وبمساعدة بريطانيا المجرمة، وهذه الفترة تعتبر الأخيرة من المرحلة الأخيرة قبل قيام دولة الكيان العبري، حيث استطاعت الجماعات اليهودية ومؤسساتها أن تحول هذا التوطن المتناثر في بدايته وفقًا لأهداف اقتصادية، والمنظم في فترات تالية وفقًا لاعتبارات سياسية واستراتيجية، إلى تحديد الإطار الجغرافي الذي تشكلت عليه حدود الدولة العبرية، التي أعلنت في 14 مايو 1948م.

وقد تميزت هذه الفترة بمجموعة من السمات الأساسية في التوجه نحو إقامة مستوطنات في مناطق جغرافية جديدة، مع خضوعها لاعتبارات سياسية واستراتيجية للحفاظ على هذا الإطار الجغرافي الجديد.. وتمثلت في ظهور نوع جديد من المستوطنات وهي حوما ومجدال (السور والبرج) البدء في التوجه نحوالجنوب-النقب وارتباط المستوطنات بنظرية الأمن الإسرائيلية.

بالنسبة لمستوطنات حوما ومجدال (السور والبرج) فقد أطلق هذا الاسم على عملية إقامة 52 مستوطنة يهودية محصنة في فلسطين خلال ثورة 1936م و1939م، وخاصة في مناطق الحدود البعيدة عن مراكز المستوطنات اليهودية في منطقة السهل الساحلي والقطاع الشمالي... وقد بدأ المستوطنون اليهود والمؤسسات اليهودية في البدء بحملة استيطانية واسعة لإقامة مجموعة من المستوطنات داخل مناطق المنع التي صدرت بموجب الكتاب الأبيض؛ وذلك لترسيخ الوجود اليهودي في مناطق جديدة لكي توسع من شكل الدولة المقترحة دوليًّا، وبعد أن أصبحت القضية في حيز التقسيم الدولي للأراضي التي يملكها اليهود والتي يملكها العرب.. وقد تطلب ذلك السرعة في إقامة هذه المستوطنات؛ وعليه فقد أقيمت المستوطنات ضمن عمليات سريعة في ساعات الليل وطيلة يوم واحد، وأشرفت منظمة الهاجاناه على إقامتها خلال ثورتي 1936م إلى 1939م وبدأت عملية بنائها بتحديد إقامة مستوطنة كفار حطين قرب طبرية في 7/12/1936م، وتل عمال في 7/12/1936م في نفس اليوم، وقد اشترك في هذه العملية جميع التيارات الاستيطانية من الكيبوتس القطري حتى منظمة بيتار، وكذلك الصندوق القومي اليهودي، ودوائر الاستيطان في الوكالة اليهودية والمركز الزراعي التابع للهستدروت، ومؤسسات وهيئات ومؤسسات عبرية مختلفة، جميعها ساهمت في توسيع حدود الاستيطان اليهودي عن طريق هذه العملية، التي سميت باسم حوما ومجدال (السور والبرج).

  *كاتب  وباحث في الشأن  الفلسطيني

التعليقات على خبر: «إسرائيل» ما بين الفكرة والدولة القومية الحلقة الثالثة والسبعون جزء 1

حمل التطبيق الأن